محاضرة في جامع حطين
أمثلة من دعوة الرسل
أولهم نوح اسم> بعثه اللَّه تعالى إلى قومه لما غلوا في الصالحين ، وكان عندهم أو من بينهم رجال صالحون منهم ود وسواع ويعوق ويغوث ونسر غلوا فيهم ودعوهم من دون اللَّه أو دعوهم مع اللَّه تعالى فجاءهم نوح اسم> -عليه السلام- وقال لهم قال اللَّه تعالى: رسم> لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قرآن> رسم> هكذا جاء في هذه الآية رسم> اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> يدل على أنهم قد اتخذوا آلهة كثيرة وأن لهم من جملتها هذه الأصنام الخمسة .
فلما أكد عليهم وكرر الدعوة تمسكوا بشركهم وتمسكوا بآلهتهم رسم> وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا قرآن> رسم> أي لا تتركوا آلهتكم التي وجدتم عليها آباءكم ادعوهم ولا تقبلوا قول من ينهاكم عن عبادتهم ، فنوح اسم> -عليه السلام- أخذ ينهاهم ويحذرهم عن عبادة غير اللَّه ، بدأهم بأمرهم بالتوحيد رسم> اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> .
ثم بعث اللَّه بعده هودا اسم> إلى قومه فقال تعالى: رسم> وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> مثل مقالة نوح اسم> رسم> اعْبُدُوا اللَّهَ قرآن> رسم> أي: تعبدوا له وتذللوا له رسم> مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> يدل على أنهم قد اتخذوا مع اللَّه آلهة أخرى ولذلك أنكروا دعوته وردوا عليه وقالوا له: رسم> سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ قرآن> رسم> أكثر عليهم من التذكير ولكنهم أصروا واستكبروا فبدأ دعوتهم بتوحيد اللَّه تعالى .
كذلك أيضا من الرسل صالح اسم> -عليه السلام- قال تعالى: رسم> وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ قرآن> رسم> فجعل اللَّه لهم هذه العلامة وهي هذه الناقة أمرهم بأن يعبدوا اللَّه بدأ دعوته بعبادة اللَّه رسم> اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> هذه دعوته .
كذلك أيضا بعث اللَّه أيضا شعيبا اسم> إلى قومه مدين فقال تعالى: رسم> وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> فبدأ دعوته بالتوحيد ثم قال: رسم> وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ قرآن> رسم> دل على أنهم مع شركهم يبخسون الناس أشياءهم .
فهذه أمثلة من دعوة الرسل أن كل واحد منهم يقول رسم> اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> والإله عندهم هو الذي تألهه القلوب أي تعظمه وتجله وتقدسه وتخضع له ، وذلك لأن آلهتهم التي يألهونها كانوا يخضعون لها ويخشعون ويتواضعون عندها ويدعونها ويجلسون عندها ويقيمون طويلا ويعكفون يعتكفون عندها اعتكافا طويلا فيكون ذلك من عبادتهم رسم> اعْبُدُوا اللَّهَ قرآن> رسم> يعني اتركوا عبادة آلهتكم هذه .
والعبادة مشتقة من التعبد الذي هو التذلل وذلك لأنهم يتذللون عندها ويخضعون عندها ، فأمروا بأن يكون تعبدهم وتذللهم وخضوعهم وخشوعهم لِلَّه تعالى حيث إن ذلك أدعى إلى أن يستكينوا لِلَّه وأن يخشعوا بين يديه، وأن يعترفوا بأنه ربهم ومالكهم، وأنه الذي بيده أزمة الأمور، وأنه الذي ينفع ويضر، وأن ما سواه من تلك الآلهة لا تنفعهم ولا تضرهم .
مسألة>